سبحان الله ... الجماهير أقوى من الطغاة فعلاً !!! ... وقد استجاب لهم القدر فكسروا قيود الهوان والذُل ... سبحان الله .
من كان يوماً من الطواغيت يظن ان عرشه المبني على جماجم الشعوب قد ينهار بزلزالٍ هو الاعنف والاعلى بمقياس الشعب ؟.
كنت اقرأ مرة بكتاب عن العقائد الاسلامية، لأحد علماء الاسلام الذي اغتيل على يد أحد هؤلاء الطواغيت فمات الطاغوت بقتله .
ان المخلّص الموعود يظهر للعالم اجمع عن طريق صيحة من السماء تعلن ظهوره !!!.
وكان مثار اسئلتنا ومحورها، كيف؟ . وماهي لغة هذا المخلص الموعود ؟.
هل هي لغة القرآن... العربية ؟ او اللغة الاكثر انتشاراً في المعمورة... الصينية ؟ او اللغة التي يحتاجها العالم الاقتصادي... الانكليزية ؟ أو لغة العشاق ولغة البلابل... الفرنسية ؟ او لغة ... الخ ؟.
وظل هذا السؤال يلح عليّ ولم اقتنع باغلب الاجابات التي لم تكن بمستوى الطموح ...!
وفجأة وانا اتابع الاحداث المتوالية والمتوازية سواء في لبنان تارة بسحب شرعية الحكومة، او بسقوط بن علي وهروبه، او برفع صورة مبارك من مجلس الشعب المصري بعدما عُلقت وعُلِقَ بها، او من تلاه ك طالح اليمن، وآل خليفة، ومن بعدهم آل سعود، وآل تفليقة، وآل ثاني، وآل البشير، وآل الأردن، وآل قابوس...الخ. لا استثني منهم أحداً.
وهذا التغيير ليس بفعل أمريكا والغرب كما يظن الكثير... لا أبداً ... بل انهم حتى تفاجئوا به ولم يكونوا يتوقعوا يوماً ان يكون السيناريوا بهذه الصورة ابداً ابداً ابداً.
فليس بالهين سقوط عميل مخلص للغرب وصنيعتهم اسرائييل كحسني مبارك ابداً ... فلن يجدوا يوماً اخلص لهم منه.
ولن يجد الغرب المتطرف واسرائيل يوماً عدوا للشعب المسلم في تونس مثل بن علي، فهل تعلمون يا سادتي ان الحجاب منع من الدوائر الرسمية في تونس قبل ان يمنع في الغرب المتطرف ..!.
وليس بالهين لامريكا ان يسقط او تضطرب حكومة خليجية كحكومة البحرين الحامية لأكبر قاعدة امريكية خارج الولايات المتحدة لتخترقها رياح التغيير التي لاحت على اكبر مصدّر للنفط في العالم مملكة آل سعود وغيرهم من صنائع امريكا واسرائيل .
فلا يقرأ الوضع جيداً ذلك الذي يقول ان هذه الامور تجري بإرادة الغرب ... حاشا لله.
فهذه الرياح العاصفة التي لاتألوا ان تصبح زلازل تسونامي على اليابان أو كاترينا على الولايات المتحدة أوفيضانات كوينزلاند في استراليا التي عادلت بخسائرها اعصار كاترينا او حرائق روسيا أو ... أو ... ألخ.
سوى انذار توجه به الخالق الى من عاثوا بالارض فساداً، فقد قال جل وعلى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (المائدة33).
فبن علي وجد من السعودية ملجأ له من شعبه، وحسني لحق به للهروب من شعبه الى دولة تأويه وبعده القذافي ان لم يُقتل ويلحقهم من تلاهم من الطواغيت، ولم ينفعهم عمالتهم لاسيادهم الغرب ولم يتعظوا من عبر التاريخ ولم تكن لهم منه عبرة ابداً فلم يعتبروا من الشاه الذي لم تبتلعه حتى الارض بكبرها، وصدام الذي وجد في حفرة قبل حفرة النار التي تحيط به الآن، وعودة على بدء حول تسائلي عن لغة المخلص الموعود، فلم يبق لي انا بالذات من الحيرة سوى ما لم يحدث بعد فقد وجدت ان الخطاب العام الكبير سيكون عبر الفضائيات بالصور، فلا يختلف معي احد ان رياح التغيير التي حدثت ما كانت ستحدث لولا وجود وسائل الاعلام من فضائيات سواء اعلام مرئي موجه او تواصل مباشر كالانترنيت، ولا استبعد ان تكون لغة المخلص سواها.
وليس ذلك على الله سوى مصداق ومثل لقوله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ) (البقرة26).
فما اهون التغيير على الله لمن لم يتقه .
حيدر طالب الاحمر
استاذ بجامعة بابل - العراق