علويٌ انت من الرأس حتى الاخمص ،روحاً ومسيرةً،عشت ومُتٓ وعليٌ بين شفتيك وفي ضميرك ووجدانك ،طرحوا دنيا هارون الرشيد بين يديك ورفضت ،ولماذا ترفض ؟!،لم يطلبوا منك ان تُصفق او تكتب لهم كتابا يزين سوأتهم ،او تُفتي لهم فتاوى تمنحهم شرعية او تمنع عنهم منافس او حاسد او ثائر ،هم براءٌ من ذلك ،لم يطلبوا منك شيئاً البتة ،منحوك الدنيا والمال والجاه ،نثروا تحت قدميك الذهب والفضة ،والقصور والخدم والحشم ،لم يجشموك عناءاً أو ذلاً ، شيئاً واحداً ،واحداً فقط ،طلبوه وتوسلوه واحد فقط،الصمت ،كل هذه الدنيا مقابل ان (تسكت) ،سيدنا: إشغل نفسك بدرسك وبحوثك وطلابك ،واترك (القال والقيل )والسياسة ،الامور حرجة ،والدولة لها أعداء وتحديات ولديها مشاريع كثيرة لخدمة الناس !! والمفروض بك والمرتجى منك أن تأييدنا وتدعمنا أوتسكت ...
هل سكت ابن علي ،واغلق بابه ..
وكيف لمثلك السكوت ،وهل سكتٓ الحسين عليه السلام ،ما أشبه اليوم بالبارحة ،( السكوت له ثمن) ،والاخرون بدل السكوت طبلوا وأيدوا وحرموا الثورة والخروج على الامام والخليفة ..
وهل يصح لك ان تسكت ! تقبع في ركن النسيان وأنت تدرك جيداً إنٓ جوار علي عليه السلام صعبٌ مستصعبٌ ،جواره سوطٌ يجلد الذات والضمير والناموس ،ماكان لمثلك وانت تتمثل علياً في كل كلمة ،نأمة ،صلاة ودعاء ،كان علي يجري فيك مجرى الدم من العروق ،كيف تسكت ...
عندما قرأناك وخسرناك وذهبت ادراج النسيان ،عرفنا قدرك ،وعرفنا ان سكوتك ليس هو العجب ،بل العجب العجب منهم كيف طلبوا منك السكوت ،مالكم كيف تحكمون ،حكّموا سيوفكم ،اغدروا ،دسوا له سيف الغيلة يهرق دمه وينهي أرقكم ،ستستقيم لكم الدنيا كما استقامت لاجدادكم تلك الليلة ،وهكذا انطوت صفحة علوية ،فاز اخرٌ تمثل روحك وانتهج رفضك ...
وبقينا نلوك الصبر ،نلعق جراحنا وذلنا وتقاعسنا عنك ياعلي ،هذه الليلة لم تقتل او تموت ،كنت روحاً تحيا على مر العصور وتتجسد في رجال هم من طينتك،وفضلة فكرك وتجليك ،وما محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر وغيرهم الا ثمرة من ثمار هذه الليلة الدامية فتحاً وفوزاً كبيراً...
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://www.iraqi.dk/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال