في كتابة( حطام البوابة الشرقية )،للواء وفيق السامرائي، مدير الاستخبارات العسكرية أيام الثمانينات والتسعينات يتحدث عن لقائه بصدام حسين اثناء حرب الكويت ١٩٩١،حيث كان الوقت شتاءاً وكان صدام مشغول مع ( منجم) يقرأ له المستقبل وقد قال المنجم ان هناك ناراً ستندلع من الجنوب واخرى من الشمال ،ولكن العراق سينتصر وصدام باق في الحكم ...
وحسب مامذكور في كتاب السامرائي فإن صدام استطاع ان يقضي على انتفاضة الجنوب والشمال وبذلك صدقت نبوءة العراف المنجم ...
في العراق التنجيم ظاهرة ومصدر رزق لفئة خاصة في المجتمع ،فهم كالاطباء المهرة بل وينافسون هؤلاء الاخيرين في مهنتهم ،وبين الطرفين عداء مستحكم..
حدثني احد المسؤولين قال كنا ثلاثة اصدقاء والتقينا صدفة ب( كشافة) حيث قرأت لنا الطالع والمستقبل ،فقالت انتما الاثنان سيكون لكما شأن وتتقلدون مناصب عليا في المستقبل اما ثالثنا فقالت له انهالا ترى في طالعك شئ ،المهم قال اننا كنا لانملك ( كروة ) ندفعها للسائق وهذه المجنونة تقول لكم مستقبل ،وصدقت نبوءتها فصاحبي صار وزيراً وانا كما ترى الان مسؤلا كبيراً ،وثالثنا مات من عارض بسيط رحمه الله...
تنتشر ظاهرة العرافة وممتهني الكشف عن الغيب في العراق بصورة غير طبيعية ،وأذكرإنه ظهرت اشاعة ايام الحصار ان النظام سينهار بعد سبعة اشهر كان ذلك سنة ١٩٩٦ واتهم العرافون بها واقتيدوا جماعات الى سجون الامن ،وبعدها اطلق سراحهم بعد ان كتبوا تعهداً خطياً ان لايروجوا لمثل هذه البدع ،فالنظام قوي وعرافيه مهرة وحاذقون ويعرفون مايفعلون ،ولو كان هناك خطراً لأخطروا سيدهم به قبل وقوعه ،ومن يدري فإن بقاء صدام وحزبه في الحكم وضرباته الاستباقية لكل عملية او محاولة انقلاب ربما تعود لهؤلاء من مهرة السحرة والكشافين ...
والبعض من العراقيين زبائن دائمي التردد على العرافين ،فلا يفعلوا شيئاً او يحركوا أمراً ذا أهمية في حياتهم الا بعد استشارة عرافيهم ، والانكى من ذلك ان اي مشكلة تحدث او سرقة او مكيدة تطال احدهم يتم حسم امرها عند العراف ،احدى الموظفات اشتركت في سلفة كبيرة والمسكينة رهنت راتبها بالكامل لتسديد هذه السلفة الا انها وحظها العاثر دخل بيتها سراق اثناء تواجدها في الدوام الرسمي وسرقوا سلفة العمر ،بعد البكاء والنحيب ،والحسرة والالم التجأت الى العراف الذي قال انه يعرف السارق لكنه يخشى الفتنة ،عرضت عليه اموال واموال لكنه رفض ...
أما على الصعيد الحكومي فإن الظاهرة المستشيرة والسائدة فهي ( الخيرة) والخيرة او الاستخارة وضعت للمؤمن الواضح الايمان والعقيدة والذي يلجأ الى الاستخارة لطلب التفؤل بالقرآن او غيره ،ولكن السياسة والخيرة لايجتمعان ...
حدثني احد النواب ان نائباً اسلامياً انسحب من قاعة البرلمان عند البدء بالتصويت على قرار مهم وخطير ،يقول النائب: بعد الاستراحة سألته لماذا انسحبت حاج ،فقال : خوية حيرة ،اخذت خيرة طلعتلي نهي ،فخرجت من القاعة حتى لايحرجني احد ...
وياليته عند الترشح للانتخابات قد لجأ الى الخيرة حتى تطلع نهي ويخلص الشعب والامة من حيرة هذا البرلماني ضيق الافق والفكر
عضو لم يكتب نبذه عن نفسه لحد الان :
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://www.iraqi.dk/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال