بسم الله الرحمن الرحيم
(( أني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ))
صدق الله العلي العظيم
قصه سمعتها قديما" أن السلطان عضد الدوله البويهي أعتاد زيارة الأمام علي ( عليه السلام ) فكانت له عاده عند زيارته للمرقد الشريف أن يترجل من فرسه بحوالي ( نصف ساعه مسير ) أحتراما" لسيده ومولاه .. فكان بنهجه هذا محط أنتقاد أحد وزرائه فأخبر الوزير الملك بأن هذا لايصلح مع الملك أن يترجل عن فرسه حتى وصوله القبر كون ذلك يعد استنقاص لهيبة الملك أمام الرعيه حسب رأي الوزير . فأخبرهم السلطان بأنه سيحتكم الى كتاب الله الكريم وما تشير عليه الأستخاره . فأحضروا له الماء و توضـأ ثم اعطوه المصحف فقبله ووضعه على جبينه ثم فتحه واذا به يبكي وينتحب فأصاب الحاضرين الذهول والعجب من ذلك . فسألوه ما سبب بكائه ونحيبه . فأجابهم أن الوزير يشير علي أن لا أترجل عن فرسي و كتاب الله يقول لي ( أنزع نعليك أنك في الوادي المقدس ) وهي الآيه التي ظهرت للسلطان عند أستخارته بالقرآن الكريم واصبح ذلك نهجا" يتبعه في زيارته للمرقد الشريف يترجل ثم يمشي حافي القدمين حتى دخوله المرقد الشريف ..
وجسد ذالك الشاعر عبد الباقي العمري بقوله :
إذا نحن زرناها وجدنا نسيمها
يفوح لنا كالعنبر المتنفس
ونمشي حفاتاً في ثراها تقدساً
نرى أننا نمشي بواد مقدس
أنها مثوى الفقراء والعظماء هي النجف بكل حواضرها من جمال وادب وفن وتراث نتيجة ارث حضاري ممتد منذ ان وطأ الانسان الارض حيث حضارة السومريين ودولة المناذرة ودولة الغساسنة وغيرها قبل الاسلام وبعد الاسلام كان لها دور بارز منذ تاسيس الكوفة بعام 17هـ وجعلها عاصمة الخلافة في زمن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام وقد ضم واديها وادي السلام رفات مجموعة كبيرة من الملوك والوزراء والعظماء من مختلف بقاع الدنيا وكنموذج من هؤلاء ماذكرته في القصه أعلاه هوعضد الدولة البويهي الذي أوصى أن يدفن في النجف عند الإمام علي (عليه السلام)، فدفن في الجانب الشمالي من الصحن بين القبر الشريف ومدخل الصحن المعروف بباب الطوسي وأمر أن تكتب على قبره هذه العبارة (( هذا قبر عضد الدولة وركن الملة أبي شجاع، أحب مجاورة هذا الإمام الطاهر لطمعه بالخلاص يوم يأتي كل نفس تجادل عن نفسها )) .. وقد بدأت مدينة النجف تزخر بالعلماء والادباء والفلاسفة واصبحت مدرسة للعلم ترفد الامة الاسلامية بمختلف العلوم وفنون الادب والشعر واصبحت تضرب بها الامثال والعبر ومن ثم مازادها تألقا وبروزا وقدسيه احتضانها في ارض النجف جسد امام المتقين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام والذي كان مقاما ومحط انظار كل العالم واصبحت مدينة علم ورغبة اغلب راغبي طلب دراسة العلوم الدينية من مختلف البلدان الاسلامية حيث قال الرسول الاعظم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله الطيبن الطاهرين في امير المؤمنين” انا مدينة العلم وعلي بابها لذلك علينا ان نحترم هذا التاريخ والقدسية و العطاء ونقدس خطوات العمل الدؤوب نحو حضارة حديثة نبرز من خلالها كل المواهب لخدمة هذه المدينه العظيمه
