صديق للمثقفين .. ومحب للجميع .. هدفه العراق .. ومحاربة الفاسدين .. ينتصر للحق والمظلومين .. يتحدث بثقة عن مشاريع عملاقة ترسخ مفاهيم الثقافة في المجتمع ، لن يفقد الأمل يوما بشروق شمس النهضة الجديدة ، رغم المحن والظلام ..
تحدث لي قبل سنة واكثر في جلسة ود ومحبة عن مساعيه الجريئة وخصني ببعض المعلومات مؤكدا انها للنشر وليست خاصة ..وقال.. انا لا اخشى من احد ..!
واضاف نصا : حاربنا الفساد في الوزارة .. وانتقلنا الى المحاكم والقضاء .. ويبقى مشروعنا حضاري وانساني .
رحيلك صدمة .. ووجع دائم ..
لا نقول وداعا .. أيها الوتد والجبل الوطني الوطني الأصيل .. فالجبال لا ترحل ..
نم قرير العين .. دكتور شفيق المهدي .
رابط المقابلة مع الدكتور المهدي في شبكة الاعلام :
---------------------------------------
مكتب بغداد - شبكة الإعلام في الدانمارك
هي ليست مقابلة صحفية .. فقد تعودت منهج الكتابة مع أصدقائي ومع من اشعر به رمزا للنبل ومحاربة الفساد، ان ابتكر صيغ جديدة، لنقل الحقائق للقارئ، بشكل يخلو من الروتينية، وفق حاجات القارئ الذي انهكته الحياة في ظل هجمة فساد هي اكبر من كل منظومات التصور والخيال !!
الصديق العزيز الدكتور شفيق المهدي مدير عام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، تعودت لقائه والدردشة معه، كلما زرت الوطن الحبيب .. حيث أجد الأمل ينساب إشعاعا في ثنايا أحاديثه، مع الألم الذي يغزو الحروف والكلمات، مما يجعلني متشبثا بحزمة ضوء يشعلها في كل مرة.
بدأ هذه المرة من مرارة الفساد، فذكر الدكتور شفيق، مساومة حقيرة، تمت في مكتبه من قبل مافيات الفساد، حينما عرضوا عليه ان يعطيهم لوحة فنية زينت جدار مكتبه، وأشار اليها، بعد ان يأتوا بكوبي طبق الأصل عنها، لتعلق مكانها، مقابل ان يدفعوا له (رشوة) مقدارها (70) ألف دولار !! ( ولا من شاف ولا من دري).. وقد طردهم وبلغ عن تلك الوقاحة وغيرها.
ذكّرت الدكتور شفيق بمشروع مهم، سبق ان تحدث عنه بمحبة وشوق، وأطلق عليه تسمية جميلة في حينها ( مشروع إحياء منارات المدن) .. ومنارات المدن هذه ليست في الجوامع والمساجد، إنما في الشوارع .. وساحاتها .. فقال :
- مازلنا نحث الخطى، لتنفيذ هذا المشروع في مدن المحافظات، لنحتفي بمنارات رموزنا الأدبية والثقافية والفنية، كجزء من الوفاء لهم، فمثلا ، نخصص ساحة لتمثال صفي الدين الحلي في الحلة، والجواهري في النجف، والحبوبي في الناصرية، والسياب في البصرة وهكذا.
وأورد الدكتور ممارسة شعبية جرت ضمن هذا السياق تعبر عن حالة الرقي والوفاء والتحضر، اذ تحمل ردا وطنيا عفويا، حيث قال : قبل شهر تقريبا وجهت لي دعوة لإزاحة الستار عن تمثال يعود الى المرحوم محمد محمود الهيتي في قضاء عفك .. والهيتي هذا هو الأستاذ الذي أسس مدرسة لأهالي مدينة عفك قبل 60 سنة .. وحضر معنا ابنه والمسؤولين وجمع غفير من أبناء القضاء .. والجميل ان صاحب المبادرة هو احد طلبة الهيتي والنحات من أبناء المدينة .. وبلغت سعادتي حدا كبيرا اذ شعرت ان هذه المدينة الصغيرة بهذه المبادرة إنما تساهم في إسقاط المشاريع الطائفية .. اذ تم تكريم ابن هيت في عفك ! هذه هي حقيقة الشعب الواحد.
يشير الدكتور شفيق المهدي الى عدم نسيانه والفريق العامل معه، حقيقة ان الأمة تبنى بالثقافة والفنون.. وان مشروعه في الدائرة يسعى لترجمة هذه الحقيقة بكل التفاصيل، وانه كما أضاف : نعمل في صلب مشروع حضاري في وزارة أسئ لها عبر تعيينات تحاصصية، أدت الى تدمير أحلامها في بناء الصرح الحضاري الثقافي الحلم .. ما أدى الى انحسار دور الوزارة خاصة وأنها اعتبرت خدمية .. الأمر الذي دفعني منذ سنوات حتى الان، الى المطالبة بجعل الوزارة سيادية.
وعن بزوغ جذوة النور في محاربة الفساد، كان الدكتور يشير بفرح وزهو الى النجاح في ضبط التعيينات وإنهاء الفساد بنِسَب كبيرة في مرافق الوزارة بمتابعة جادة من الوزير لمدة ثلاثة سنوات .. لتبدأ نهضة ثقافية جديدة .
وزاد على ذلك، مؤكدا : بدأنا بنبش قبور ملفات الفساد السابقة .. كملف بغداد عاصمة الثقافة الذي أنفق فيه مبلغ 500 مليون دولار ! وملف شارع الرشيد وغير ذلك.
لقد تجاوزنا الكثير من المراحل، يقول الدكتور، ووصلنا الى الإحالة للقضاء .
الفاسدون اليوم يعيشون حالة كبيرة من الرعب .. واهتز الوضع السياسي مجرد أطلق ترامب بعض الجمل لان من يحمي الفاسدون هم السياسيون .
وسؤال أصر الدكتور على ان يكون كبيرا وجهه في ختام الدردشة، للجميع :
- ترامب الملياردير .. هل يعقل ان يقف لمناصرة فقراء العراق ويبطش باللصوص ؟!
# شربنا ما تبقى من القهوة، وشكرنا الصديق الدكتور المهدي صراحته وحرصه على العمل، وشغفه في محبة الوطن الذي يعني لنا جميعا كوكب الأرض.