
تنشر المقابلة في ان واحد في مجلة(الف باء) وشبكة الاعلام في الدنمارك . شكرا للزميل شامل عبد القادر رئيس التحرير ..
الشاعرة السورية وفاء دلا :
الشعر اكبر من الف شمس لانه اشتعال دائم بلا خسوف او كسوف
دمشق / رعد اليوسف
شاعرة استحوذت على مساحة شاسعة من مشاعر وقلوب وارواح عشاق الشعروالحياة والجمال .. تجولت بابداع في مهرجانات الشعر العربي ، وحازت على الثناء والتقدير والتكريم .. كتب عنها النقاد العرب ، فانصفوها واشادوا بتجربتها مع ان بعضهم لم تتعرف عليهم بشكل شخصي حتى الان ..
• الابداع حين تشع شمسه ، ينهض الجميع لتحيته .. وهكذا كان التعامل في المشهد الثقافي مع قصائد المبدعة المتألقة وفاء دلا..
• ( الف باء ) حاورت الشاعرة وبعثت من الشام لقرائها هذه المقابلة الصحفية ، حيث تحدثت عن التجربة والرؤى والبدايات ، اضافة الى المعاناة :
• كيف تعرفت وفاء على الشعر .. ؟
- الشعر قنديل أخضر لا يخفى على أحد.. واضح وجميل .. هو لون البراءة والنقاء والأمل والحُب .. لغة العشاق لطلاب الهوى اهدانا الله إياه قنديل أروع من الشمس ، بل أكبر من ألف شمس لأنه اشتعال دائم بلا كسوف اوخسوف..
كتابة الشعر عذاب جميل , تعرفت عليه بمرحلة مبكرة جدا من عمري التعليمي , وكتبته في الخامسة عشر من العمر عندما اكتشف موهبتي استاذ اللغة العربية وتنبأ لي بمستقبل باهر في الشعر ,
أما قراءة الشعر فعذاب أجمل وذلك أن الشعر في لحظات الخلق يواجه التجربة وحده , يكون هو النار و الوقود معاً ,
أما حين يقرأ شعره فإن مهمته تكون أصعب لأن عليه حينئذٍ أن يبحث عن الذين يقبلون بمحض إرادتهم واختيارهم إن يدخلوا معه منطقة النار .. اي أن يحترقوا معه .
بمعنى ان يختلط رماد الأول برماد الثاني فتكون عملية النقل الشعري قد بلغت غايتها.
العمل الشعري لا يكتمل إلا ( بالآخرين ) و بغير ( الآخرين ) تبقى التجربة الشعرية في ضمير أو جبين الشاعر كالعطر المحبوس في أحشاء البرعم ... لايزهر به حقل , ولا تفرح به رابية .
• منطقة الشعر .. والحلم
------------------------------
* لمن تكتب دلّا الشعر .. ولماذا ..؟
- أكتبه للوطن , ولابني وبنتي , للعصفور والسماء , و للغيمة والمطر و التراب والعشب والشجر .. و.. و.. و.. و (للآخرين ) هم الآلات الرئيسة في تنفيذ وصناعة السمفونية الشعرية ,هم الذين يترجمون نزوات الشاعر أو الشاعرة و يحولون أشواقها من أشكال موسيقية مرسومة على الورق إلى اهتزازات و ألحان مسموعة .. إلى منطقة الشعر والحلم ,
و مثال على قولي هذا قصيدتي تلك و رأي بالشعر ...
صلاةٌ هو الشعرُ
حين يُضئُ وضوء الكتابةِ ,
روحُ القداسةِ ,
و الاحتمالُ البعيدْ ,
أنا الشعرُ في الحُبِّ
و الحبُّ في شُرفاتِ القصيدةِ
هل تُبصرون دمي ... ؟
إنّهُ كالأميراتِ يقفزُ
بين سطورِ الجلال
و قد كللّتهُ بتاجٍ عظيمْ .
* اهتم بالانسان والمشاعر الانسانية
--------------------------------——-
* الشعر رسالة و مشاعر إنسانية و مواقف .. كيف تنظرين إلى ذلك ..؟
- منذ بدأت كتابة الشعر و أنا شابة صغيرة دأبتُ بواسطته على تمجيد جميع نضالات الشعوب للحفاظ على حقوقها في العيش الكريم مهما كان اسمها وموقعها الجغرافي وقوميتها وعرقها في سبيل الاستقلال القومي والعدالة الاجتماعية والسلم , واعتبر انتصارات هذه الشعوب انتصارات لشعبي , و هزيمة أي شعب هو هزيمة لشعبي , فأنا اهتم بالاحداث التي مرت على الانسانية بأي مكان أو زمان , والتي مرت بأنسان فرد , بما فيها أهواؤه وحسراته ومواقفه العملية والانسانية التي اتخذها ازاء الموت , و مخاوفه , و أمراضه , و آماله , واسباب اعتزازه , و معتقداته وإيمانه .. وقد عبّرت عن ذلك بقصائد متعددة وفي مناسبات مختلفة.
* إمرأة الا قليلا !
----------------
• ماهي منجزاتكِ الشعرية المطبوعة , و أي مطبوع أقرب إليكِ , ولماذا ..؟
- لدي خمسة مجموعات شعرية مطبوعة , وخمسة مخطوطات تنتظر بصيص أمل لتخرج إلى النور.. امرأةٌ .. إلا قليلا. . رذاذ الجمر .. طفلةُ الاحتراق .. لي تراتيل العنفوان .. غصون الريح .. ملحمةُ الدمع . ( والتي قيد الطبع ) رسولةُ الادهاش - مخطوط - مُزْنةٌ هَتُونْ - مخطوط قادمةٌ من شرقِ النبوءات - مخطوط - وطنٌ خالي منْ الحُبِّ – مخطوط) .
أما عن الديوان الاقرب إليَّ.. أقول كلهم خرجوا من رحمي الشعري ونبضي و دمي وهم أولادي لكن الحبّ الأكبر دائما يأخذه المولود الأول ( امرأةٌ ..إلا قليلا ) لانه قدمني الىالساحة الشعرية بقوة كبيرة رغم إني اعتبره تجربة خجولة مقارنة بالانتاج الشعري الذي يليه ويليه ..
.. امرأةٌ .. إلا قليلا
ها قد رحلَ الحزنُ..
وأَدْبَرْ
نَبتتْ فوقَ شفاهِ
العاشقِ قُبلْهَ
حتى نَهْدُ الأرضِ تكوَّرْ
أمسى العاشقُ طيفاً
أمسى شيئاً ليسَ
يُصَوَّرْ
إني امرأةٌ .. الا
قليلاَ !!..
• تجربة انسانية مميزة
---------------------
* هناك تركيز يكاد يكون كبيرا على ديوان ( امرأةٌ إلا ..قليلا ) من قبل المهتمين بالشعر والنقاد والمتابعين .. باعتقادك ماهو السّر في ذلك ..؟
- لا ادري ماهو السّر الحقيقي لانجذاب النقاد والقراء لهذا الديوان , ربما لان مصدرالقصيدة التي تتصدر الديوان تحمل تجربة إنسانية مميزة , ففيها إثارة للدهشة , وفيها واقعية لموضوعات حياتية ذاتيه , ويسعدني ان اذكر ما قاله أحد النقاد العرب بأحدى الدوريات العربيه : وتبقى وفاء دلا الشاعرة العربية التي استطاعت بقصائدها المتألقة بثرياها على الرغم من مسحة الحزن التي تخيم عليها , تبقى متحدية نشوانة في صباحاتها حتى تسِّرح شَعْرَ قصيدتها تحت نسائم ( قاسيون ) وحين تعود لتملأ من شجر الغوطتين سلال جنونها .
• دلا والنقاد !
-------------
• كيف تنظرين إلى النقد .. ومن من النقاد انصفك .. ؟
؟
- في الحقيقة .. نالت تجربتي الشعرية العديد من الدراسات النقدية وربما أخذت حقها , و أثارت جدلاً كبيراً في الساحة الأدبية و النقدية على مستوى الوطن العربي , اذكر بالتقدير بعض الأسماء المهمه جدا والذين كتبتوا بشكل محايد وأغلبهم لا أعرفهم إلا بالأسم , الدكتور والناقد والشاعر العربي التونسي الطاهر الهمامي استاذ جامعي بكلية الأداب والإنسانيات بمنوبة
