لم تكن المسيرة المحمدية حين شروعها وعند انطلاقتها وهي تحمل وصاحبها ثقل التاريخ سوى أن تكون العربة المرفهة التي يمتطيها الإنسان حفظا لكرامته وصونا لعزته حتى تصبح الوسيلة التي يضعها تحت ابطه،ليدخل عالم الخلد والجنان،ومن هذه المسيرة ارتوى الكثير من ماء عذبها وعلى قمتهم الإمام العظيم علي بن ابي طالب،الذي شال رسالة أبن عمه وطاف بها الدنيا كلها حتى يتظلل بها من اعوزته الحيلة ومن افقدته القدرة على إعانة نفسه ومن يخرج من صلبه،
هذا هو الغرض وتلك هي المهمة ولكن هناك من خان الأمانة ونزع الغيرة عن نفسه وحوارييه وغاص في المستنقعات العفنة النتنة،حتى خرج علينا وكل رائحته كريهة،وكل جسده وعقله وروحه تتسربل بالسفالة والانحطاط،
وها هو الشاعر الجميل ضياء الخليلي يعبر خير تعبير عن معاناة الكهولة في عراق،في بلد قبض زمامه لعقد ونصف من يدعى انتمائه لهذه المسيرة النبيلة،والمؤسف أنهم في صوب والنبل في صوب ثاني.
ادناه القصيدة :
كهولٌ يكابدون العناء في ارض النفطِ والثراء
قسماتُ وجهكَ تحكي وجعَ السنين
نظراتُ عينيكَ ملؤها الآهات والأنين
نبرةُ صوتكَ بحرفهِ الحزين
تشكو قسوةَ الحياةِ وظُلمَ الحاكمين
تفترشُ الارضَ ويعرقُ الجبين
وتحتَ قدميكَ النفط وكُلّ ثمين
إن كُنتَ كهلاً و عيشكَ مرير
فمتى رغد العيشِ يحين
كأنكَ جُلبتَ من سبيٍّ او اسير
وعليكَ أن تحيا بائساً مسكين
ليس لَكَ من حقٍّ في بلاد الرافدين
فالبلادُ مُلكُ القادةِ المتزعمين
تملّلكها صدامُ الى حين
ثم صارت وقفاً للقادةِ المصطفين
ضياء الخليلي
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://www.iraqi.dk/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال