
"كسر " Fracture فيلم من انتاج اميركي، كندي، وإنكليزي. من اخراج غريغوري هوبليت ghrighuri hubilit سيناريو دانيال باين و كلان جاز، مدير التصوير كرامير موركينتاو، مونتاج ديفيد روزنبلوم، تمثيل انتوني هوبكنز، بدور تيد كروفورد، ريان غوسلينغ، بدور ويليام بيتشوم، ديفيد ستراثيرن بدور جو لوبروتو، روزاموند بايك بدور نيكي كاردنر خطيبة المدعي العام، امبيث ديفيز، بدور جينيفر كروفورد زوجة تيد كروفورد، بيلي بورك بدور روب نونالي مفتش البوليس، كليف كيرتس بدور المفتش فلوريس، فيونا شو بدور القاضية روبنسون.
في بداية المشهد مع موسيقى جميلة ومتوترة، نرى صاحب شركة "تيد كروفورد" وهو مهندس طيران موهوب، يخرج مستعجلا، يركب سيارته السريعة تطارده الكاميرا حتى وصوله الى فندق، ينزل ويتصل بمركز شرطة ويطلب المفتش "روب نونللي"، يخبروه ان دوامه في المساء، تنتقل الكاميرا الى مسبح امراة ورجل ويبدو انهما عشاق، تيد يتلصص عليهم، ثم نراه يدخل الى غرفة فندق، وينظر الى السرير، الذي يبدو ان العشاق كانوا هنا، خلال كل هذه المشاهد لا نرى على وجهه اَي تعابير، وجهه وحركاته محايدة، غير مفهومة.
يخرج يركب سيارته، تلحقه الكاميرا في عدد من اللقطات حتى نرى احد القصور الضخمة، الباب يُفتح عن بُعد ويقود السيارة حتى الكراج ويدخل الى القصر بعد ان ألقى التحية على الحدائقي.
يضع له قدحا من المشروب، والمشاهد حتى الان لا يفهم ماذا سيحدث، ينظر من النافذة الكبيرة سيارة تقودها امرأة تدخل الى باحة القصر، وتسأل الحدائقي؛ السيد هنا؟ تفتح الباب ويستقبلها تيد نعرف انها زوجته، والمراة التي كانت مع الرجل في المسبح، وفِي غرفة الفندق، تستغرب عودته، يسألها بشكل مباشر هل تحبيني؟ تنظر اليها ولا تجيبه، يصر ولكنها تقول سنتحدث فيما بعد وتستمر في طريقها ويوجه نحوها المسدس الذي كان يخفيه خلفه، ويقول هل يحبك ؟ تستدير واذا به يطلق النار على وجهها من مسافة قريبة، وتسقط على الارض مضرجة بدمائها. يطلق ثلاثة رصاصات على اعلى الحائط، يسحب زوجته الى الداخل، يقوم بجمع الاطلاقات الفارغة ويمسحها جيدا، ثم يخلع كل ملابسه، ويحرقها، ثم يغتسل بماء ساخن، وخلال هذا الوقت تكون الشرطة قد حاصرت البيت بعد ان اتصل بهم العاملين في حديقة القصر، يهددهم ولا يسمح لهم بالدخول، فيطلبون في مثل هذه الحالات "مفاوض" ضابط مختص في السايكلوجيا لإجراء حوار معه وإقناعه بالاستسلام، يحضر المفتش "روب نونللي" ويسمح له فقط بالدخول بعد ان يطلب منه ان يضع مسدسه جانبا، وبدوره وعده ان يترك مسدسه، وما ان دخل حتى قال له اعترف انا الذي قتلتها، وعندما ينحني ليرى من تكون يكتشف ان الضحية هي المراة التي يحبها والتي كانت معه في الفندق، وبسبب الصدمة يهجم على تيد، ويمسكان بعضهما ببعض، يتدخل البوليس، ويلقى القبض عليه. يبدو انه راقب خيانة زوجته الشابة، منذ زمن طويل.
ينتقل بِنَا المخرج الى دائرة المدعيين العموميين، حيث يعمل "ويليام بيتشوم" نائب مدعي عام وهو شاب طموح، وعادة يربح القضايا التي يدافع عنها، حتى بلغت نسبة نجاحه في القضايا الى اكثر من 90 في المائة، وهو على وشك ترك العمل والانضمام الى شركة محاماة مرموقة. يكلفه رئيسه ان ينجز اخر مهمة له، يعترض في البداية، لانه كان مدعوا لحفل تقيمه الشركة التي يعمل فيها، يقبل على مضض خاصة وان المتهم اعترف بالقتل والمهمة سهلة، في المحكمة يلاحظه تيد، ويبدي ملاحظة حول أناقته، ويحرضه على الموافقة ان يكون المدعي العام في قضيته، وان المسألة سهلة ولن تاخذ وقتا للحسم فيها. وعندما تسأله القاضية اذا كان لديه محامي يقول انه لا يريد محاميا وانه سيتكفل بالدفاع عن نفسه، تحذره ولكنه يصر.
عند اول لقاء به يخبره المدعي العام ان زوجته لم تمت، وعندما نقلت الى المستشفى كانت لا تزال حية، ولكنها دخلت في غيبوبة عميقة ولا يستطيعون استخراج الرصاصة. ويبدو ان تيد لم يك في حسابه ان الرصاصة لم تقتلها.
وفِي اول جلسة، تسأله القاضية هل انت متهم بقتل زوجتك او بريء ؟ بريء سيادة القاضية، تقول له ولكنك اعترفت، ووقعت اعترافا بذلك امام مفتش البوليس، وهنا يفجر اول مفاجاة انه اعترف تحت التخويف واعتداء مفتش البوليس عليه، وامام الشرطة الذين أنقذوني منه، ثم هل وجدوا مسدس. اين المسدس ؟ يكلف المدعي العام فريق خاص من البوليس يعمل مباشرة معهم ان يفتشون البيت والبحث عن المسدس، خاصة وأنهم لم يجدوا اَي اثار على يديه او ملابسه، وبما ان البيت كان محاصرا وهو لم يخرج منه الا نحو مركز الاحتجاز، فان المسدس حتما قد خبأه في مكان ما، ورغم البحث في كل ارجاء البيت لم يجدوا المسدس. إن القضية التي تبدو بسيطة في الواقع مليئة بالتحولات والانعطافات.
وتبدأ المحاكمة، بعد شهود البستانيين التي لا قيمة لها الا ساعة وصول كل منهما الى المنزل وسماعهم الإطلاقات النارية، تسأله القاضية هل تريد ان تطرح أسئلة، فيقول لا وكأنه الامر لا يعنيه، ثم يأتي دور المفتش "روب" الذي ألقى القبض عليه، واثناء استنطاقه من قبل المدعي العام، نرى تيد وهو يخربش فوق دفتر ملاحظات اصفر وبين سؤال واخر يمزق الورقة مما يصدر صوتا مزعجا، يستدير نحوه المدعي العام والقاضية ولكنه يعتذر بسرعة، اداء رائع من انتوني هوبكنس، وعندما ينتهي المدعي العام تطلب القاضية منه ان يوجه أسئلة للشاهد، يعتذر للقاضية انه لا يعرف عن العرف والأسلوب القانوني، يسألها هل أستطيع استخدام الكلمات الدقيقة حتى لو كانت غير مؤدبة، طبعا اذا كانت لصالح الكشف عن الحقيقة، ويكشف بشكل مفضوح علاقة الشاهد بالقتيلة، وانه عشيق زوجتي، يصاب المدعي العام والقاضية وكل من في المحكمة بالدهشة، تلتفت القاضية نحو الشاهد وتقول له هل هذه حقيقة انتبه انك تحت القسم... وبابتسامة ماكرة ينظر اليه متحديا، واذا بمفتش الشرطة يهجم عليه، يتم إخراجه من قبل الحرس، وعندها يطلب تيد من القاضية كما يقول القانون ان تعلن برأته، وان تطلق سراحه، ويذكرها بفقرات من القانون، فتستغرب القاضية وتقول له انك خلال فترة قليلة اصبحت تعرف ان تتحدث بمنطق قانوني، تسأل المدعي العام اذا كان لديه شاهد اخر قبل ان اطلق سراحه، فيطلب منها مهلة، تمنحه يومين وتحذره انها ستطلق سراحه في حالة لم يقدم دليلا او شاهدا اخر. ان تيد كروفورد يتلاعب به ويستمتع بالفشل الذي يحصده. تم تأجيل المحاكمة.
يذهب ويليام الى بيت المفتش روب نونللي، ويعاتبه، لماذا لم يقل له منذ البداية انه عشيق المرأة، فيعترف انه لم يك يعرف من هي، وأنهما يلتقيان مرتين في الاسبوع في الفندق، والان زوجتي أخذت أولادي وذهبت الى دار اَهلها، وإنني لا اخرج لان البيت محاصر بالصحفيين.
يصاب المدعي العام بازمة نفسية بسبب هذا الفشل، خاصة وان من يحبها تعمل في شركة المحاماة وهي التي تحدثت عنه وطلبت من مديرها ان يغريه بوظيفة مجزية للعمل في شركة المحاماة الشهيرة للنجاحات التي سجلها في مجال عمله. مديره المباشر يسحب منه القضية ويتهمه بالغرور وانه لم يدرسها بصورة جيدة. ومن جانب اخر تعاتبه حبيبته، ولكنها تنصحه ان ينسى القضية برمتها والانتقال للعمل في الشركة.
وفِي لقاء بالمتهم يكتشف انه يعرف كل شيء عنه، ويخبره تيد انه كلف رجل تحري لجمع معلومات عنه، ويبتسم بصورة لئيمة، ويسأله هل وجدت شاهدا جديدا، هل وجدتم المسدس، يشعر ويليام بيتشوم ان المتهم نصب له الفخ ووقع به.
يبدو ان تيد اعد كل شيء بدقة، المسدس الذي وجدوه ليس المسدس الذي استخدمه لاطلاق النار على الضحية. والشاهد الذي اخذ منه الاعتراف بقتلها هو عشيقها. المفتش نونللي، يعرض عليه ان يعطيه مسدس اخر يشبه مسدس القاتل واستخدمه لإدانة القاتل، يقول له هل ستتركه ينجو من العقاب... نراه في مكتبة رئيسه ويطلب منه اعادة القضية له، وانه سيعمل كل جهده للحصول على الادانة للمتهم... ، يخرج ويطلب من سكرتيرة يبدو انها تحبه بصمت، ويقول لها ستاتين معي غدا الى المحكمة وتبقين امام باب القاعة، عندما أتصل بك تغلقين الخط تدخلي، وتهمسي؛ لقد وجدنا المسدس...
في يوم انعقاد الجلسة، يصل ويليام بيتشوم مع السكرتيرة، يدخل للقاعة وهي تبقى قلقة جالسة تنتظر خارج القاعة. ونرى المفتش في المؤخرة. تبدا الجلسة الجديدة، يسأله المتهم وعلى وجهه ابتسامة ماكرة، خبيثة ؛ هل وجدت المسدس ؟ توجه القاضية السؤال للمدعي العام، هل لديك شاهد جديد، قبل ان انطق بالحكم يقف حائرا وبيده التلفون يفتحه ويضع إصبعه على زر الاتصال ولفترة يتردد بين ان يفبرك دليلا او يقر بفشله، يتخذ القرار ويقول لا...يصدر الحكم بالبراءة وبإطلاق سرح المتهم فورا، وعندها يقف المفتش، وينظر بألم الى المدعي العام ويخرج، واذا بكل من في القاعة يسمعون صوت طلق ناري، ونشاهد نونللي منتحرا وبجانبه مسدس يشبه المسدس الذي وجدوه في بيت تيد.
يزور المدعي العام المرأة الراقدة في المستشفى غائبة عن الوعي، ويلتقي بالمتهم ويخبره والان وهذا من حقي فانا زوجها سأطلب من الأطباء إيقاف اجهزة التنفس الصناعي، يحاول منع هذه الجريمة ولكنه يفشل لان تيد حصل على امر قضائي يمنعه من الاقتراب من غرفة زوجته، ويتم سحب الاجهزة وتموت المرأة...وهنا تأتيه فكرة، يذهب الى القصر ويقابل تيد وهو على وشك اعداد حقائبه للسفر، وتبدا محاورة بينهما يخبره انه حصل على الرصاصة التي اطلقها على زوجته، اذ تم استخراجها، وان هذا هو الخطأ الذي ارتكبته فَلَو بقيت على قيد الحياة فان الرصاصة كانت بقيت في وجهها، ومن الصعب استخراجها، وتدريجيا، يسحبه الى الاعتراف كيف خطط للجريمة، بهدوء وبكل براءة يقول له كما تعرف لا يمكن محاكمة إنسان على نفس الجريمة مرة اخرى، فيقول له صحيح، ولكنك ستحاكم على قتل زوجتك عندما كانت غائبة عن الوعي، يفتح الباب ويجد البوليس بانتظاره.
في النهاية يستعيد "ويليام بيتشوم" ابتسامته المصطنعة، ويؤكد تفوقه على المجرم الذي كان يسخر من ثقته وأسلوبه في ارتداء الملابس.
كلنا نعرف قدرة الممثل انتوني هوبكنز، ولكني اكتشفت اداء ملفت للممثل الكندي ريان غوسلينغ. اُسلوب جديد في الاداء. حقيقة يعتمد نجاح الفيلم على اداء ممثلين رائعين، هوبكنز بمقابل ريان غوسلينغ، انها معركة سيكولوجية، ومواجهة بين مدعي عام شاب ذكي من خلفية متواضعة، ورجل كبير في السن غني، وماكر. السيناريو محكم والحوار ذكي، والتشويق موجود بعد مشاهد الاولى للفيلم، ويتصاعد حتى نهاية الفيلم. الهدوء في احداث الفيلم نتلمسه من خلال اللقطات الطويلة المرسومة بدقة، حركة الكاميرا تذكرنا بالافلام الكلاسيكية، مثل افلام هيتشكوك، لا يعتمد المخرج على القطع السريع واللقطات القصيرة. يصور هوبكنز الروح الداخلية المجرمة لشخصية البطل بأناقة متناهية، مشغول بخداع ومعاقبة مفتش شرطة محلي وجره للوقوع داخل الخطة التي رسمها حتى نشعر انه يستمتع بهذا الانتصار اكثر من خيانة زوجته الشابة.