بين الخير والشر ..
( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ير .. ومن يعمل مثقال ذرة شرا ير )
صدق الله العظيم
الخير والامل سمتان انسانيتان مترابطتان وجميلتان .. يجب على كل إنسان الّا يفقد الامل وأن يحسن الظن ويتفاءل بالخير .. ومن يعمل به من ابناء شعبنا ومن لديهم الامل و الذين يذودون اليوم عن الوطن والعرض والشرف في وطن !!.. يحتضن رفات الائمة والاولياء والشهداء والصديقين
والخير ليس حصرا على من يعمل للناس ومساعدة الفقراء بل ايضا من يعمل الخير من ابناء بلدي الحبيب تطوعا دون مقابل, .. وهنا اقصد المواطن المثابر والمحب لاهله ووطنه والذي يسكنه الامل دائما ويعمل الخير ( كالمواطن حاتم الماضي ) مثالا .
هذا المواطن التقيته عن طريق الصدفة وهو يعمل ليلا وفي ساعات متاخرة من الليل في مدينة الكوفة في شارع المعمل وشاهدته يزرع وينظف ويسقي مساحات متروكه في وسط مدينة الكوفة دون كلل وملل
سالته مالذي جعلك تعمل بدون مقابل وانت تتحمل جميع النفقات من شراءالزهور والنباتات وتحمل كلفة النقل ايضا .,
اجابني والابتسامة على محياه قائلا : اليس هذا وطني والكوفة مدينتي ؟؟!! اليس هناك من يستحق الخير ؟؟ اليست هذه المدينة فيها الائمة المعصومين وابناء الصالحين ؟ الا يحق لنا ان نبادر في زمن قلة فيه المبادرات ,واهمالها من قبل المسؤولين لانهم منتفعون باسم الاعمار .. لذلك انا وكل من يعمل معي في هذه المبادرات جعلناها حافزا لكل الشرفاء عسى ان نجد من يتطوع ويعمل على شاكلتنا
قاطعته وقلت له .. هل حصلت على تكريم او دعم من قبل الاحزاب والمؤسسات ؟؟ اجابني لانريد منهم دعما ولانريد منهم اي شيء بل نريد منهم ان يتركونا لحالنا و نحن نعمل بلا مقابل ولا نريد حتى ان تذكر اسماءنا .
طيب سيدي الا تعتقد أن عملك هذا سيجير الى المحافظ او مدير البلدية ؟؟
كان الرد من السيد الماضي ابلغ من الشعر حين قال وليكن المهم من يتمتع بالجلوس في هذه الحدائق هم اهلي واصدقائي وناسي من ابناء مدينتي وجميعهم يشاهدوني وانا اعمل ليلا كل يوم من اجل اضفاء سمة الجمال على مدينتي.
في لحظة تبادر في ذهني سؤال : فقلت هل زارك المسؤولون ؟؟ اجاب نعم اغلب المسؤولين .جائو ا الى هنا وقسم منهم من شكرني واخذنا الصور معا .
قلت له نعم اكيد سيلتقون بك من اجل ان يضعوا انفسهم ضمن مشاريعك التطوعية فلا تكفيهم السرقة والاستثمارات التي تحاصصوا عليها بل يريدون حتى من يعمل تطوعا ان يجعلو عملك لهم
..
اجاب ان الله موجود !!
اما الشر موجود خاصة في بلدي ومن اهم الأمور الصعبة على الإنسان عندما يتعرض له حينها يفقد الكثير من التركيز ووقتها لا يستطيع التفكير ويصبح كئيبا وحزينا ويائسا خاصة في ظل ديمقراطية عراقنا الحبيب الكاذبة والدليل من جاء بها وبالسياسيين الذين يسعون الى تدمير العراق واهله والرقص على اطلاله والاستيلاء على ثرواته والاستحواذ على اراضية بدون وجه قانوني وشرعي .. وتدمير كل شيء جميل فيه .. وفق مخطط رسم سلفا بايدي وخطوط متعددة يعرفها القاصي والداني .. سيما وان هنالك احزاب تحسب على الاسلام والمسلمين تدعم وتساند الفاسدين والسراق .
إن في التاريخ ذاكرة انسانية لا تنسى ستوثق كل ما جرى على العراق في هذه الفترة من جرائم متعددة يندى لها الجبين ,جرائم اصابت عراقنا بجروح وتقرحات لا تشفى ولا تندمل ,وسياتي اليوم الذي يقفون به امام العدالة ونحن متاكدون بانها ستقتص منهم .
حقاً إننا نعيش في زمن أسود .. الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها ..
وعمل الخيراصبح عملة نادرة وإرادة الشر لازالت مستفحلة
قال تعالى: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
صدق الله العلي العظيم



