تُعرَف المشاعر بأنها تجربة واعية تتميز بالنشاط العقلي الشديد، وبدرجة معينة من المتعة أو المعاناة.
أما العطاء فهو إنك بكل حب تبادر بتقديم كلّ ما تستطيع لمن تُحبّ ، لتُعطيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر، تُعلمه بمدى مكانته عندك، ومدى تقديرك وحبّك له.
وللعطاء أنواع مختلفة مثل العطاء الماديّ، الكلاميّ والمعنويّ المجرّد.
ويقول أحد العلماء "سومرست موم"عن العطاء إننا ننشأ وفي إعتقادنا أن السعادة في الأخذ ثم نكتشف أنها في العطاء.
من المؤكد إننا لا نقدر أن نعيش بدون مشاعر أو عطاء ، لكن بكل تأكيد المشاعر والعطاء قُدرات وأيضاً نسبة وتناسب .
بمعنى: هناك مَن هو قادر على البوح بمشاعره وهناك مَن يخشى بالبوح بها.
أيضاً العطاء هناك مَن يُعطى بسخاء وهُناك مَن هو حريص أو بخيل .!!
وهُنا أبدأ موضوعى بالتحذير من
الإفراط فى المشاعر والمبالغة فى العطاء، لنتلاشى ما ينتج عن هذا الإفراط من مشكلات وكوارث.
بمعنى إن لو هناك إفراط فى المشاعر
ليس شرطاً أن تجد نفس الشعور من الطرف الآخر بل من الممكن أن تجد العكس تماماً، وهنا قد تُصاب بصدمة لم ولن تكُن تتوقعها.
لذلك يجب الإعتدال والتوازن عاطفياً وأيضاً إجتماعياً.
وكلنا نعلم جيداً إن الإنسان المعتدل والمتوازن هو بكل بساطة، الذي يفرح لفرح الآخرين، ويحزن لحُزن الأخرين، مع عدم الإفراط أو التفريط في تعبيره عن عواطفه مع مراعاة الضوابط الإجتماعية.
كما أن لديه القدرة على التحكم فى عواطفه
ويَعى تماماً أن هنالك فوارق إجتماعية وفكرية وبيئية تحدد مسار التحكم في العواطف.
لذلك يجب الوسطية والتوازن فى كل أمور حياتنا.
كما أن المبالغة فى العطاء شيئ غير مرغوب فيه ومن الممكن أن يفقدك الشخص الآخر الذى تبالغ فى العطاء معه.
وكما يُقال مَن زاد عن حده ينقلب لضده.
لذلك يجب الوسطية والإعتدال والتوازن عاطفياً وإجتماعياً.
المشكلة إن الكثيرين فى مجتمعنا العربى بيبدأو بناء العلاقات الإجتماعية وأيضاً العاطفية فى شكل الصعود الهرمى .
بمعنى بداية العلاقات على نظرية قوة الدفع وهذه النظرية بكل تأكيد لا تُناسب فى بناء العلاقات بأى شكل من الأشكال.
بالفعل يوجد البعض اللذين يفرطون فى كل شيئ. وهناك البعض الآخر لا يعرفون للمشاعر ولا للعطاء أى معنى. وقليل ما نجد الوسطية فى والإعتدال فى بداية أى علاقة.
على سبيل المثال "الصداقة" هناك الكثيرين فى بداية صداقة جديدة يفرطون فى مشاعرهم وعطاءهم واللقاءات والهدايا وفى كل شيئ وليس هذا فقط بل بيبتعدوا عن الأصدقاء الآخرين وبصراحة بيكون سلوك غير مقبول..!!
والنتيجة هنا طبعاً بتكون معظمها سلبية أو لتنتهى بعدم نجاح العلاقة، وهنا تحدث الكارثة لإن هذه النوعية بيُصدَموا صدمة لا توصف وفى نفس الوقت بيكونوا على يقين إنهم أفرطوا وبالغوا فى شكل العلاقة أو الصداقة.والكارثة الأكبر عندما يكتشفوا إن مَن أفرطوا معهم فى العطاء والمشاعر أنهم لم يستحقون، بل ويتفاجئون بالغدر بالخِسه والندالة والغيرة والحقد منهم وهنا الصدمة الشديدة. .!!
لذلك من المهم جداً أن نتجنب الصعود الهرمى فى بداية أى علاقة،وأن نعود أنفسنا أن لا نتعجل بالإعجاب الشديد والمبالغة فى أى علاقة حتى نتأكد من الطرف الآخر،بمعنى هل يستحق أن يكون صديق..!!
وأيضاً نتعلم عندما نتعرف على أصدقاء جُدد لا ننسى
" أصدقائنا القدامى "
لإن هذا تصرف غير أخلاقي ولا يصح.
لإنك فى الأخر بترجع لهؤلاء الأصدقاء وبيكون موقفك محرج.
كما يجب أن نتذكر دائما إن الناس معادن
وهناك معادن أصيلة تظل براقة مها حدث لها.
وهنا معادن أخرى سريعة الصدأ،
لذلك يجب الحذر الشديد عند إختيار الأصدقاء .
وأيضا الحذر الشديد عند إختيار " النسب "
بل يجب إنتقائهم بدقة.
" النسب " وما أدراك ما أهمية الدقة فى إختيار النسب, ولإن النسب علاقة طويلة الأمد فمن المهم أن نكون حذرين وحارصين لأقصى درجة لإن هناك البعض يمتازون بالخداع والتحايل والغش خصوصاً عندما يشعرون أنهم أقل منك إجتماعياً وبيئياً.
بالفعل يجب توخى الحذر الشديد عند إختيار النسب لتفادى مشكلات وكوارث كثيرة طبعاً حضراتكم تعلموها جيداً وفى غنى ذكرها.
فكروا جيداً وتوخوا الحذر الشديد وإدرسوا الناس جيداً قبل بناء أى نوع من العلاقات.
ومرة أخرى حذارى من الصعود الهرمى فى بداية بناء العلاقات.
مع تحياتى / حنان زكريا