
سمير حنا خمورو :
فيلم الطفيلي يفوز بأوسكار افضل الفيلم لعام 2020، وقد سبق وان فاز بجائزة السعفة الذهبية كافضل فيلم في مهرجان كان، وايضاً حصل الفيلم بداية هذا العام على جائزة گولدن كلوب والبافتا، وبفوزه هذا يسجل الفيلم ولأول مرة حصوله على كل الجوائز السينمائية الرئيسيّة في العالم، ودخل الطفيلي تاريخ السينما كأول فيلم غير منجز باللغة الإنكليزية يفوز بجائزة أوسكار كأفضل فيلم. كما فاز المخرج الكوري الجنوبي بجائزة أفضل مخرج عن نفس الفيلم، متفوقا كذلك على البريطاني سام منديس الذي كان يعتقد انه الأوفر حظا للفوز. وإلى جانب أفضل فيلم وأفضل مخرج فاز في نفس الأمسية الفيلم بجوائز أفضل فيلم دولي وأفضل سيناريو أصلي، ليصبح الفائز الأكبر في حفلة أهم المكافآت الهوليوودية.
بداية المشهد الافتتاحي للفيلم، يرسم المخرج التباين البصري الصارخ بين الطبقات الاجتماعية غير المتكافئة في نظام الطوائف الاجتماعية في كوريا الجنوبية من خلال معالجة ظروف أسرتين، الأولى فقيرة والثانية غنية.
رب الاسرة كي تايك وعائلته، الزوجة تشونغ سوك، وابنه كي وو وابنته كي جونج، جميعهم مفلسون وعاطلون عن العمل، غير قادرين حتى على الاستمرار في العمل على طي صناديق البيتزا من الورق المقوى المتواضع. محشورين في شقة قاتمة وبائسة في الطابق السفلي التي لا تتوفر فيها شروط المعيشة المعقولة، غارقة في الرطوبة ولا يدخلها ضوء الشمس والتهوية سيئة مليئة بالصراصير والقوارض تقع في نهاية شارع رث على الجانب المعاكس لمسار السيارات. وفِي الجانب المقابل عائلة بارك تعيش في منزل عصري للغاية وحديقة واسعة وجميلة واسوار عالية وسميكة من الخرسانة يقع على مرتفع يطل على المدينة، ابن العائلة الفقير يقوم بتزوير ملفه للدخول الى الجامعة، ويحصل الشاب كي تيك عن طريق صديق للعائلة على وظيفة جيدة كمدرس خاص باللغة الانكليزية لابنة بارك الطالبة في الثانوية دا هي، وعندما يصل الى القصر الذي يعيش فيه السيد بارك وزوجته الفاتنة وابنته، يذهل من ثراء البيت وسعة الحديقة، وتتحسن احوال عائلته، وبدخوله الى هذا العالم، وهو انتهازي سريع التفكير، يستغل الفرص لتوفير فرص عمل لافراد عائلته على حساب تشريد العاملين في الخدمة المنزلية الحاليين للعائلة وبطرق غير إنسانية وبقسوة.
كما يحدث عادة، لا يوجد هنا تطور كبير واحد، ولكن هناك العديد من الحوادث والانعكاسات الصغيرة، كل منها يزيد من تكثيف المخاطر، ويدفع الحبكة نحو الذروة. تضرب سلسلة متتالية من العواصف المطيرة التي تم تصميمها بعناية فائقة على المنازل، والكوارث الطبيعية لا تعرف منطقة العالية او المنخفضة، والأغنياء والفقراء. ومن ثم يحعل بانغ من الفيلم حرب طبقية دموية، وهنا لا يترك احد يتمسك بالخيار الأخلاقي من اجل البقاء في الحياة.
في البداية كانت حركة الاحداث في الفيلم بطيئة بعض الشيء حتى يمهد إعداد توترها الديناميكي، بلغ "الطفيلي" ذروته في الحبكة في الجزء الاوسط المفعم بالحيوية باعتبارها مهزلة سريعة الخطى قبل بلوغ ذروتها مع طقوس عنيفة من أعمال العنف الانتقامية. حيث ينغمس العائلتين في قضايا غريبة وظلامية، ويستخدم المخرج الإثارة كما في افلام الرعب، ولكنه سرعان ما يمزج المخرج بين ما هو اجتماعي وفكاهي وحتى سياسي، ويقدم موقفا من الجزء الغير مرئي في المجتمع الكوري الجنوبي. التصوير الرئع وزوايا الكاميرا وحركتها مختارة بعناية فائقة تمنح الفيلم جمالية خاصة.
طفيلي فيلم دراما اجتماعية، سيناريو واخراج بونج جوون هو، مدير التصوير هونغ كيونغ بيو، تمثيل سونك كانغ هو، لي سون كيون، تشو يو جيونج، جانغ هاي جين.
أما جائزة أفضل ممثل، فقد فاز بها يواكين فينيكس عن دوره في "جوكر" متفوقا على أسماء كبيرة من امثال وانطونيو بانديراس وآدم درايفر وجوناثان برايس، وهي أول جائزة أوسكار يفوز بها فينيكس. بينما فازت الممثلة الأميركية رينيه بجائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "جودي" وهي الثانية لها في مسيرتها الفنية. وحصل النجم براد بيت جائزة الاوسكار لافضل دور مساعد، في منافسة عنيفة مع ممثلين كبار مثل آل باتشينو، وتوم هانكس، عن دوره في فيلم "ذات مرة في هوليود" للمخرج تارنتينو.
أما أوسكار افضل سيناريو فقد فاز بها السينارست تايكا وتيتي عن فيلم الأرنب جوجو،وهو معد عن رواية سماء القفص للمخرج كريستين ليونين.