فخامة وإغراء العنوان "الدّيوان + الإسبرطي"(*)
1- الديوان هل هو المرآة ؟
الديوان تخرج بقناعة وانت تقرأ كتاب " المرآة " لحمدان بن عثمان خوجة وهو الموسوم بعنوان فرعي " لمحة تاريخية واحصائية على ايالة الجزائر ". وجاء في عريضة بعث بها في 09-07-1833 الى المشير سولت soult وزير الحربية ؟؟ الفرنسي انه على وشك نشر هذا الكتاب ( وهو في الاصل نشر بالفرنسية وفي فرنسا ؟؟ وهو في كتابين مقسمين الى 13 و 12 فصل يبين فيه البدو واصلهم واخلاق البرابرة وعوائدهم ؟ وسكان السهول ومتيجة ومدينة الجزائر ثم حكومة الاتراك ..بل اكثر من ذلك تحديد قوانين الاراضي وكيفية قبض الضرائب ؟؟؟....فهو كما ترى مرآة! كاشفة للمجتمع الجزائري. ستجد ايضا تشابه كبير في التواريخ من اول الحروف خصوصا 1833؟ سنة تأليف الكتاب. وحتى الاشهر المستعملة ماي جوان وجويلية , بل الاسابيع المتداخلة والمحددة باشهر في القسمين الاخيرين كما سأوضح – ان لم انسى ؟- عثمان بن حمدان خوجة ندبته السلطة الفرنسية ليتصل بصهره – زوج اخته خدوجة ! ( دوجة !)– احمد باي قسنطينة ليعقد بينهما معاهدة سلم .
وفي ملاحظة اخرى بخصوص العظام التي يثيرها الصحفي "ديبون" يكتشف بأنّ السفن القادمة من الجزائر بعد احتلالها بثلاثة أعوام؟؟ تأتي محمّلة بصناديق ملأى بعِظام بشرية ( وثيقة رقم 12 و13 شهادات تبين النقل الى مرسيليا وثقها حمدان بن عثمان خوجة ص 348-352 المرآة والتاريخ 15 مارس 1833) . كتب خوجة ايضا 16 شكوى ! ويذكر في الرواية ان " بن ميار " كاتب للشكاوي !16!" ثم
2- اسبرطة هل هي دوجة ام الجزائر ؟
اول ما تبادر لذهني عند سماع اسبرطة كانت حادثة طروادة ؟؟
تقع مدينة طروادة في آسيا الصغرى، وهي مدينة بحرية غنية تحكي الأسطورة أن بوسيدون إله البحر بناها برفقة أبولو إله الشعر والفنون، فكانت مدينة منيعة وقوية.
تُعيد الأساطير أسباب حرب طروادة إلى مشاحنة إلهية بين آلهة الأوليمب الاثني عشر، وخلاف بين الربات الثلاث هيرا وأفروديت وآثينا حول الأجمل منهن، وقيام باريس؟؟؟ بخطف هيلين الطروادية ملكة) أسبرطة)؟؟؟، وزوجة منيلاوس شقيق أجاممنون ابن أتريوس.
تجدر الاشارة انك لن تسمع بهذا العنوان " كما هو " الا في الصفحة 184 ! تحت القسم الثالث ! واسابيع الشهور ماي جوان ، فيلسترق ديبون السمع وهو يشاهد كافيار يقرأ كتاب شكله غريب " الا انه يتمكن من مشاهدة العنوان ،الذي يحاصره بالاسئلة :ما الذي يحويه ذلك الكتاب ؟ هل هو سيرة لمدينة اسبرطة ؟ ....ليستنتج ان الاسبرطيون كانوا اشبه بالعثمانيين في افريقيا ، امة لا تقوم الا على قوة السلاح ، ..اما العرب فلم يكونوا الا عمالا ..ويهم ليسأله ثم يتراجع ! ويكرر تراجعه ص 187! وفي الصفحة التالية تصل السفينة الى " سيدي فرج " وفي الصفحة 189 وتحت عنوان كافيار مختارات من الديوان الاسبرطي دونت ما بين 1816- 1830 ( تبدأ اول لوحة !) وهنا يعطي تفاصيل دقيقة جدا (وثقها حمدان بن عثمان خوجة في مذكراته!) فيذكر تكالب الحكام وقتل بعضهم بعضا لأتفه الاسباب ومنها القتل الشنيع كالذي حدث لعمر باشا !
* وتتلخص الاسطورة ان الجنود اختبؤوا في الحصان الخشبي وتم ادخال الحصان الى القلعة المحصنة وفي الليل يخرج الفرسان ويتم القضاء على " طروادة المحروسة "؟
يقابل ذلك في الرواية موضوع النظر " الضّابط "كافيار" المهزوم الهارب من "موقعة واترلو" التي حطمت مثله الأعلى نابليون . كان اسيرا في الجزائر ومكث بعد الاسر مقيما في منزل القنصل السّويدي في الجزائر أيام الحكم العثماني في سنواته الأخيرة، وحدد بدقة كل مداخلها وخصوصا القصبة وقد التحق فعلا لاحقا بالحملة الفرنسية.
لتجتمع الحكاية بثقلها كله في "الديوان الإسبرطي". فهل تكفيه الصفحات ؟
فخامة اخرى " روعة التصدير " !
فقد أبدع اذ اختار الحكمة :"الشرق والغرب على السواء؛ يقدمان إليك أشياء طاهرة للتذوق، فدعِ الأهواء، ودعِ القشرة، واجلس في المأدبة الحافلة، وما ينبغي لك -ولو عابرا- أن تنأى بجانبك عن هذا الطعام" الفيلسوف الألماني! غوتة!
هذا النص مقتبس من كتاب غوتيه الكبير 500 صفحة ! والجمال في اختيار غوتيه أولا ( وهو المحب والعاشق لنابليون ككافير ! وللحكمة ذاتها ان لا الاتراك ولا الفرنسيين ينفعون الوطن ! مهما بلغوا وان لم يكونا سواء !؛ « وما يحكلك ظهرك غير ظفارك !»)
وأخيرا وليس آخرا " فخامة الاهداء " :" الى روح الصديق الشاعر والناقد حميد ناصر خوجة ..." ( لو اكملنا على نسق المؤامرة لقلنا انه ربما اختاره لوحده فقط لان فيه " خوجة "! اشارة الى حمدان !) . رحم الله حميد ناصر خوجة
الرواية الخماسية المشهد بخمس أقسام وخمسة شخوص تأرخ لمشهدية نهاية تدخل اجنبي وبداية آخر !
وقد قدمها الكاتب بشكل " خطة متوازنة بدقة اكاديمية " حتى في توزيع الأدوار ! فكانت بطولة " جماعية "وتحت كل قسم وبنفس الترتيب المتكرر شخوص الرواية :
1- القسم الاول ......صفحة ....11
أ- ديبون 1
ب- كافيار 2
ج- ابن ميار 3
د- حمة السلاوي 4
ه- دوجة 5
2- القسم الثاني ......صفحة ....92
أ- ديبون 1
ب- كافيار 2
ج- ابن ميار 3
د- حمة السلاوي 4
ه- دوجة 5
3- القيم الثالث ......صفحة ....160
أ- ديبون 1
ب- كافيار 2
ج- ابن ميار 3
د- حمة السلاوي 4
ه- دوجة 5
4- القسم الرابع ......صفحة ....243
أ- ديبون 1
ب- كافيار 2
ج- ابن ميار 3
د- حمة السلاوي 4
ه- دوجة 5
5- القسم الخامس ......صفحة ....313
أ- ديبون 1
ب- كافيار 2
ج- ابن ميار 3
د- حمة السلاوي 4
ه- دوجة 5
ويتقاسم الرواية ثلاثة أطراف بوجهات نظر مختلفة :
1- فرنسا : ديبون المراسل الصحفي والقائد العسكري كافيار
2- الاتراك :حكام الجزائر! يومها ومن معهم !
3- ابناء المحروسة : الجزائر " إسبرطا "
اما الشخصيات فخمس ( والعياذ بالله من الخامسة ):
1- ديبون: مراسل متقاعد للحملة يعمل في جريدة (لو سيمافور دو مارساي).
ب- كافيار: نائب قائد الهندسة المدنية بالحكومة الفرنسية بالجزائر وصديق الدوق روفيغو حاكم الجزائر، ووزير في حكومة نابليون. وأسير سابق لدى الأتراك في معركة واترلو.
ج- ابن ميار: أحد المواطنين الجزائريين من المور وهو كاتب الديوان لدى الباشا، ثم عضو في مجلس بلدية الجزائر تحت الحكم الفرنسي، بعد رحيل الأتراك. وهو كاتب رسائل الشكوى وحاملها للقادة الفرنسيين في الجزائر وفرنسا.
د- حمة السلاوي: ممثل الجزائريين المقاوميين
ه- دوجة: الجزائرية البغي ! ( المرأة الوحيدة في الرواية وقد تكون رمزية للجزائر المغتصبة ! والا فوجودها غريب وفي غير محله ! وحتى رومانسية المنظر اذهبته بدل ان تثير الجلب ، حتى ان هناك من يستحي وضع الرواية بمكتبته فيطلع عليها الاولاد! ولا يمكن طبعا ان تقصها لهم ! وهي على كل نبرة عامة لم يسلم منها الكثير !)
تجدر الاشارة ان الرواية اثارت ردود أفعال متفرقة ( السلبية منها ان الناقمين – اصحاب النقد غير البناء !- يصرحون لكل صراحة انهم لم يطلعوا ! على كامل الرواية ، ثم يزيد ذلك سوءا بان يقتبس من الرواية مقطعا ويستنتج " حكما " بان الكاتب يكره الاتراك ! وانه حصل على الحائزة لان الإمارات تكره اردغان وان ذلك مجرد تقاطع " مصالح "!....) والايجابية ان الرواية انتشرت فعلا " قراءة ومقروئية " وهناك من كثيرون كتبوا عنها .
الفلاح موسى عزوڨ
—————————–تهميش ---------------
(*)في حصة مباشرة مع خديجة بن ڨنة سؤال حول " سبب تسمية الرواية بهذا الاسم قال الكاتب ان فيه عدة قراءات ولم يفصح
*** - ابو القاسم سعد الله ومولود قايد يعتبرانه احتلال -.. مباشرة او ضمنيا - بينما احمد توفيق المدني ومولود قاسم يسميانه تحرير وانقاذ.