تلقيت من الفيسبوك ان احد مشتركي الفيسبوك نقل عن صحيفة الاخبار المغربية موضوعا احتل معظم الصحفة الاولى وفي صفحتين في الداخل بعنوان (المهنة: حاقد على المغرب) مع صور 8 اولهم محمد حسنين هيكل وانا من ضمنهم وهذا غريب فنا لم احقد على اي بلد عربي وخاصة المغرب، بل استطيع القول انني احب المغرب واحترم اهل المغرب ربما اكثر من الكثيرين من المغاربة. لا احقد ولا ارى سببا للحقد ولا افهم الهدف من هذا الموضوع الذي يحتل 3 صفحات من ضمنها الصفحة الاولى.
لم استطع قراءة ما كتبته الصحيفة عني في داخل صفحاتها لكني عرفت من العنوان اشارة الى هدية الملك محمد الخامس لي بعد زيارته للعراق عام 1960.
تهمة غريبة: حاقد على المغرب
فما هو الحقد؟ لقد رافقت جلالته ولقاءاته مع الزعيم عبد الكريم قاسم وعند مغادرته تلقيت هدية منه ساعة يد وصلتني من سفير المغرب الفاطمي بن سليمان وهو شخصية محترمه كانت تربطني به علاقات صداقة طول عمله في العراق.
المشكلة التي حدثت وتتعلق بتلك الساعة ان ذلك كان في السنوات الاولى من عملي الصحفي وكنت حريصا على الالتزام بقواعد المهنة وكنت اتصور ان قبول الصحفي هدية من اية جهة يتعارض مع اخلاقيات المهنة.
وكما كتبت في حينه واعتمدت الصحيفة المغربية عليه في اتهامي بالحقد على المغرب فقد قلت عند تسلمي الهدية " لم أكن على دراية بالبروتوكول والتقاليد الدبلوماسية وتصورت أنني لو قبلت هدية الملك فإنني أكون قد اقترفت جرما ، وأن ذلك يتعارض مع التقاليد الصحفية.
لم أنم ليلتها، وكنت في حيرة من أمري فأنا لا أريد هدية الملك وفي نفس الوقت لا أعرف كيف أعيد الهدية إلى السفير.
وجاء الإنقاذ من المغرب نفسها على طريقة (مصائب قوم عند قوم فوائد)!!
كانت المصيبة الزلزال الذي ضرب مدينة أغادير المغربية في تلك الفترة وشرد سكانها ونظمت في انحاء العالم حملات لجمع التبرعات لمنكوبي اغادير، ورأيت أن هذه فرصة ذهبية للتخلص من الساعة الهدية، وجلست أكتب رسالة إلى السفير المغربي الفاطمي بن سليمان تتضمن الشكر لجلالة الملك على هديته والإشارة إلى نكبة أغادير راجيا قبول الساعة الثمينة مساهمة في حملة التبرعات لإغاثة منكوبي الزلازل في تلك المدينة المغربية.
بعثت الرسالة والهدية (الساعة) مع أحد الموظفين إلى السفارة، وشعرت براحة تامة مثل مجرم يتخلص من أداة الجريمة!!
وفيما بعد ذكرت ما حدث للدبلوماسيين العراقيين فقالوا لي أن ما فعلته كان خطأ في العرف الدبلوماسي والقوانين العراقية إذ لا يجوز رفض هدية الضيف الملك وأن القانون العراقي النافذ آنذاك يقضي بقبول الهدية وإبلاغ وزير الداخلية إذا كانت قيمة الهدية تزيد على 20 دينارا (نحو 60 دولارا) !!، وهو الذي يقرر أن أحتفظ بالهدية أو تسلم إلى خزينة الدولة، وفي كل الأحوال لا يجوز مطلقا إعادة الهدية."
هذا ما كتبته نصا وهو منشور في كتابي الذي اصدرته مجلة دبي الثقافية عام 2012 بعنوان (من اوراق صحفي عراقي) الصفحة 67
واذكر انني في عهد الملك الحسن الثاني زرت المغرب عدة مرات منها لتغطية اخبار القمم العربية التي انعقدت هناك كما شاركت في اجتماعات ندوة الحوار بين وكالات الانباء العربية ووكالات الانباء في امريكا اللاتينية بصفتي مستشار في اتحاد وكالات الانباء العربية (فانا) ولي اصدقاء في وكالة انباء المغرب
وكدت افقد وظيفتي في وكالة الانباء العراقية بسبب خبرمحاولة انقلاب الصخيرات في عيد ميلاد الملك الحسن الثاني لاني ذكرت في خلفية الخبر اشارة الى تنامي قوة وزير الداخلية الجنرال بوفقير وهو ما تحقق ونال جزاءه بعد سنوات.
وانا الان في السادسة والثمانين من العمر وبعد عمل صحفي لمدة 64 عاما اذكر ذلك ليس ردا على الصحيفة المغربية فانا اعرف نفسي ويعرفني الاصدقاء في العراق والمغرب كم احب المغرب وناسها ومدنها وخاصة فاس والدار البيضاء والرباط وطنجة وهي مدن زرتها واقمت فيها ولي ذكريات واصدقاء لا يمكن ان تنسى.