
متابعة : شبكة الاعلام في الدنمارك -
القدس العربي ـ من ريما شري ـ من الذي يمكن أن يعترض على تأمين ملاذا آمنا لأطفال لاجئين لا يرافقهم أحد؟ سأل مواطن بريطاني في رسالة وجهها إلى الحكومة، وجاء الجواب سريعا ومفاجئا. فقد عارض، فعلا، 294 نائب في مجلس العموم البريطاني ذلك بعد أن صوتوا ضد تعديل على قانون الهجرة من شأنه أن يجبر الحكومة على إستقبال 3000 لاجئ من الأطفال غير المصحوبين بذويهم من معسكرات اللاجئين في أوروبا. فجر هذا القرار، الذي حظى بدعم من حزب العمال المعارض وعدد من نواب حزب المحافظين، غضب كبير في أوساط المنظمات الحقوقية والناشطين والرأي العام البريطاني الثلاثاء. وإرسل بعض الكتاب والنشطاء رسائل إشمئزاز للحكومة عبروا فيها عن خيبة أملهم من تجاهل بلدهم لأزمة أطفال معرضين لخطر الاستغلال جراء الأزمة الإنسانية، بدون ذويهم.
وقالت وزيرة داخلية حكومة الظل العمالية إيفيت كوبر من خارج مجلس العموم: “إنه أمر مخيب للآمال للغاية أن الحكومة رفضت التعديل. “آلاف الأطفال ينامون في العراء في أوروبا الليلة، عرضة للاستغلال وسوء المعاملة وبريطانيا لا يجب أن تدير ظهرها لهذا كله.”
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي من أشد المعارضين للقرار بحجة أنه سيدعم عملية النزوح إلى أوروبا من دول الجوار السوري وسيشكل دعما وتشجيعا لمهربي المهاجرين. وبين ردود الفعل الغاضبة كانت رسالة مميزة من الكاتب البريطاني توماس اكونور إلى الحكومة حيث قال: ”أشعر بالاشمئزاز، الحزن والخجل أن حكومتنا أدارت ظهرها لهؤلاء الأطفال المعرضين للخطر. نحيي ذكرى الهولوكوست، لكن وفي مواجهة هذه الأزمة الإنسانية، سوف نتذكر، إلى الأبد، أن بلدنا تجاهلت الأبرياء الذين يتعرضون للاضطهاد. هذا يوم حزين جدا ولست أعرف كيف سيستطيع النواب النوم في الليل. اللامبالاة أمر لا يصدق. قمت بزيارة مخيم في كاليه العام الماضي، ووجدت صعوبة بالغة في التفكير في إستيعاب هذه الأزمة. لا بد أن يكون لديكم قلب من حجر لأنكم لم تتأثروا بشدة عند رؤية الأطفال مبللين، يرتجفون من البرد، وينامون في أكياس القمامة. ولكن لم أكن بحاجة إلى الذهاب إلى هناك لكي أعي ضرورة أن تقوم خامس أغنى دولة في العالم بتكثيف ومساعدة هؤلاء الناس المعرضين للخطر.”
من جهتها قالت مدونة تدعى كيت سوندن نقلت رسالتها صحيفة الغارديان البريطانية: “لقد خلقنا عالم يموت فيه الأطفال، عالم يعاقب الفقراء والمهمشين ويسمح بارتكاب الابادة الجماعية. سوف يتأثر العالم كله بهذا. لم نعد نستطيع أن نفصل أنفسنا عن بقية العالم. كل شيء مرتبط.”
وقال ايلي باينز ”إذا كان هؤلاء النواب الذين صوتوا ضد التعديل قد وضعوا أنفسهم مكان اللاجئين، كيف سيشعرون إذا إضطر طفلهم، وأسرهم، للهرب؟ أنا أخجل من كوني بريطانيا في هذه اللحظة.”
وفي إطار ذلك، قال السياسى وعضو البرلمان عن حزب العمل، السير كير ستارمر، أن “المعركة ستستمر” لإجبار المملكة المتحدة على بذل المزيد من الجهد لمساعدة بعض من آلاف الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم الذين تقطعت بهم السبل في أوروبا.
وقال ستارمر في برنامج “بي بي سي راديو 4″ الثلاثاء، “لا يمكن أن ندير ظهرنا لهؤلاء الأطفال المعرضين للخطر في أوروبا، التاريخ سوف يتذكر ويحكم علينا”. وأضاف: “الأمر لم ينته: سوف تستمر المعركة”.
ويذكر أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أعلن العام الماضي، أن بلاده ستستقبل 20 ألف لاجيء على مدى السنوات الخمس المقبلة، من مخيمات اللجوء في تركيا ولبنان والأردن، وستمنح الأولوية للأطفال المعرضين للأذى كالأيتام، في إطار برنامج “إعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر”.